Duration 7:19:41

عندما إلتقيت عمر بن الخطاب GB

1 788 watched
0
63
Published 12 Jan 2023

"وأتى من بعيد... فارع الطول كأنما بينه وبين النخيل قرابة! صلب كأنه قدّ من خاصرة جبل! في يده اليسرى عصاً تشعر إذا رأيتها يغرسها في التراب أنه لا يحتاجها للإتكاء وإنما ليثبت بها الأرض في مدارها! كثّ اللحية، أبيضها، لكأنها ثوب إحرام! ثيابه بالية تُخبر أنه من فقراء العرب، لكن وجهه الوضّاء كسراج، وعينيه الصاخبتين كأنهما ساحة معركة، يُخبران أن هذا الرجل لا يوجد منه الكثير، وليس من الرجلا الذين بالإمكان أن نلتقي بهم كل يوم، كل شيء فيه يوحي أن وراءه حكاية، أو لعله حكاية بحد ذاتها! ولمّا صار على بعد ذراع مني أردت أن أسأله:- من أنت؟ ولكن ثمّة رجال من فرط هيبتهم يحبسون الكلام في صدرك، وقد كان واحداً منهم!." هكذا يبدأ الكاتب أدهم الشرقاوي هذا الكتاب المميز في السير الذاتية، فيتخيل أنه يقابل عمر بن الخطاب رضي الله عنه شخصياً وأنهما يتحدثان فيسأله مختلف الأسئلة فيجيبه عليها بلسان فصيح وعلم واسع، فتأتي الإجابات بسيرة حياته وأحداث مرت وفلسفته وفكره وعلمه وصلابته، وتظهر تلك السيرة أشبه برواية متكاملة عن حياته وأفكاره في حوار طويل من السرد والحكايات والتاريخ.

Category

Show more

Comments - 7