Duration 2:56

ماذا في اليوم التالي بعد الخراب؟ GB

Published 8 Jul 2021

ماذا في اليوم التالي بعد الخراب؟ وأما الآن، فقد وقعت البقرة كما كان متوقعاً. ومن الواضح أنّ السلّاخين لم ينتظروا وقوعَها ليباشروا عملية السلخ، بل إنّهم أساساً بذلوا كل جهدٍ ودفعوا بالبقرة لتقع. وبعد اليوم، ستكون المسألة المطروحة، كما يحصل وفق شريعة الغاب: مَن سيكون الأكثر براعةً في عملية السلخ، وهل سيسمح الأقوياء بشراكةِ الآخرين فيها؟ يوحي كلام المعنيين بكثير من الهلع، في الأيام الأخيرة، وكذلك سلوكهم. ففي طياتِ الإطلالة الأخيرة لنصرالله، يظهر الكثير ممّا لم يُرِد قوله صراحةً. وكذلك، توحي تحركات الطواقم الديبلوماسية في بيروت بكثير من القلق على مسار البلد. حتى التوقف الفجائي القسري للمناكفات الساذجة بين الثلاثي عون، باسيل- بري- الحريري حول الملف الحكومي، يُشغل البال. فالواضح أنّ أركان اللعبة يلتزمون الصمت اليوم، لا تحسُّساً بالمسؤولية، بل تهيُّباً وترقّباً للآتي الأعظم. والعلامة الأكثر تعبيراً عن القلق تَظهر عند «رئيسَيْ الحكومة»، المصرِّف للأعمال والمكلَّف. فالرئيس سعد الحريري، أخيراً، وجد نفسه مضطراً إلى أن يتخذ قراراً، إما بالاستمرار في المراوحة مهما كلّف الأمر، وإما بوقف اللعبة والانسحاب مهما كلّف الأمر. وأما رئيس حكومة التصريف حسان دياب، فقد خرج عن تحفّظه كما لم يفعل في أي يوم مضى، وبشَّر بأنّ البلد على مسافة «أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي». في هذه الحال، ما السيناريو المتوقع؟ واقعياً، في المناطق التي يتحرّك فيها «حزب الله»، سيكون وقع الكارثة مقبولاً على الذين يحصلون على التغطية. وهؤلاء يرتبطون اليوم بمؤسسات تابعة لـ»الحزب» تتولّى رعاية أوضاعهم ضمن حدود معينة. فهل يكون هذا النموذج مرشحاً للتكرار في مناطق أخرى، عن طريق مرجعيات دينية أو حزبية أو اجتماعية؟ في نماذج الفلتان والجوع والفوضى، في أماكن أخرى من العالم، سادت شريعة الغاب، حيث القوي أكل الضعيف. وتنشأ مرجعيات وزعامات في الزواريب والأحياء والمدن ، تأخذ على عاتقها «حماية» الناس وتوفير «الإعاشة» لهم. في لبنان، إذا نشأت هذه الوضعية، تنشأ مرجعيات وزعامات مناطقية وطائفية ومذهبية. وقد تتصارع في ما بينها، داخل كل منطقة وفئة أو بين المناطق والفئات. وهذا ما جرى خلال الحرب الأهلية . هذا هو جوهر أزمة الانهيار التي ستبلغ مداها قريباً. واليوم، إذ استسلم الجميع للأمر الواقع، سيكون مبرّراً طرح السؤال: إذا كان يوم غدٍ هو يوم الارتطام والانهيارات ، فماذا عن اليوم التالي؟ وأي تحدّيات سيحملها، وأي دولة لأي بلد؟ المصدر: طوني عيسى - صحيفة الجمهورية

Category

Show more

Comments - 4