Duration 22:9

كيف النجاه من الفتن GB

154 watched
0
6
Published 5 Feb 2021

سبيل النجاه من الفتن ، و كيفية النجاة من الفتن ، فهذه كلمة بعنوان : كيف النجاة من الفتن ،فلقد بينت الشريعةَ الإسلاميّةـ أسباب النجاة والسلامة من الفتن قبل وقوعها، كما أوضحت السبل التي ترفع أضرارها وآثارها بعدَ حُلولِها. ورسمت للأمة المسارَ الصحيحَ للتعامل معها، فينبغي للمسلم أن يعرف هذه الأسباب الشرعية التي تَقِيْهِ بإذن الله من غوائل الفتن وشرورها، ومن هذه الأسباب ما يلي: الأوّل: محاولةُ الابتعاد عن مواطِن الفتَن، ومجانبة أسبابها، والفِرار عن مواقعِها، خاصّة عامّة المسلمين، كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25]، وقال صلى الله عليه وسلم: "يوشِك أن يكونَ خيرَ مالِ المسلم غنمٌ يتبعُ بها شعَف الجبال ومواقِعَ القطر؛ يفِرّ بدينه من الفتن" أخرجه البخاري والبعد عن مواطن الفتن أسلم للإنسان؛ فإنه لايأمن على نفسه حينما يقترب منها ويرى بريقها، قال صلى الله عليه وسلم "ستَكون فتنٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائِم، والقائم خيرٌ من المَاشي، والمَاشي فيهَا خير من السَّاعي، من تَشرَّف إليها تستَشرِفه، ومن وجَد فيها ملجأً أو معاذًا فليعُذ به" أخرجه مسلم. السبب الثاني: الاعتصامُ بالكتاب والسنّة، فإن الاعتصام بهما سبب للنجاة من الفتن، والسلامة من الشقاق الافتراق، كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]. السبب الثالث: من أسباب النجاة من الفتن عباد الله: أن يلزَم المسلمُ حالَ الفتنِ جماعةَ المسلمين وإمامَهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، وقال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يرضَى لكم ثلاثاً، ويكرَه لكم ثلاثاً. فيرضَى لكم أن تعبدُوه ولا تشرِكوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرَّقوا. ويكرَه لكم قيلَ وقال، وإضاعةَ المال، وكثرةَ السؤال". أخرجَه مسلم. قال ابن عبد البر: "مَعْنَاهُ لَا يَكُونُ الْقَلْبُ عَلَيْهِنَّ وَمَعَهُنَّ غَلِيلًا أَبَدًا، يَعْنِي لَا يَقْوَى فِيهِ مَرَضٌ وَلَا نِفَاقٌ إِذَا أَخْلَصَ الْعَمَلَ لِلَّهِ وَلَزِمَ الْجَمَاعَةَ وَنَاصَحَ أُولِي الْأَمْرِ. السبب الرابع: الصّبر والحلم وعدم العَجلة، فبذلك تتقى الشرور وتَخْمدُ الفتن، ويُقطع الطريق أمام المتربِّصين، يقولسبحانه وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]. قال شيخ الإسلام: "ولا تقَع فتنةٌ إلا مِن تَرك ما أمَر الله، فإنّه سبحَانه أمر بالحَقّ، وأمر بالصّبر، فالفتنَة إمّا من ترك الحقّ، وإمّا مِن ترك الصبر". قال ابن كثير: "قال مجَاهد وغيرُ واحد من السلف: "أن يُردَّ التنازُع في ذلك إلى الكتاب والسنّة". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطَب النبيّ في حجّة الودَاع فقال: "يا أيّها النّاس، إنّي تركتُ فيكم ما إن اعتصَمتُم به فلن تضلّوا أبداً: كتابَ الله وسنّتي" أخرجه البيهقي. عبادَ الله، ومِن تَمَام هذا الاعتصَام ولوازمِه تحقيقُ تقوَى الله جلّ وعلا والإنابة إليه والثبَات على دينه والاستقامَة على شرعِه، فالتقوَى سبيلٌ للمخارج من الأزماتِ والمحَن ومن القلاقل والفتن، قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، ويقولصلى الله عليه وسلم: ((بادِروا بالأعمالِ فتنًا كقِطَع الليل المظلم، يصبِح الرجل مؤمناً ويمسِي كافراً، ويمسِي مؤمناً ويصبِح كافراً، يبيع دينَه بعرضٍ من الدنيا)) رواه مسلم.

Category

Show more

Comments - 5