Duration 13:53

الشيخ الألباني هل يجوز للرجل أن يؤم الناس في صلاة التراويح وهو يقرأ القرآن من المصحف GB

121 927 watched
0
2.2 K
Published 21 Jan 2019

السائل : هل يجوز لرجل يؤم الناس في صلاة التراويح وهو يحمل المصحف ؟ الشيخ : هذه مسألة اختلف فيها العلماء منذ القديم ، منهم من أجاز ذلك ، ومنهم من كرهه ، أنا بصف نفسي مع الذين كرهوا لسببين اثنين : السبب الأول : وقبل هذا حتى ما يفوتني نصيحة أوجهها لهذا الأخ من أجل أن نريحه ، أنه لما دخل المجلس بسلم كل واحد من الجالسين ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم يوم رايح يأتيك رايح تتعب وأنت بتقول السلام عليكم ، والله أراحك ، لأنه لما أنت بتقول السلام عليكم شمل الجميع ، لذلك هذه بتريح نفس إن شاء الله ، بنقول لسببين اثنين : السبب الأول : أنه لم يكن من عمل السلف ، السلف الصالح ، ما كانوا يقرؤون في صلاة التراويح يؤمون الناس والمصاحف بأيديهم ، وهذا أمر طبيعي جداً لماذا ؟ شوفوا النتائج كيف تختلف لأن أئمتهم ما كانوا مثل أئمتنا ، أئمتهم كانوا علماء ، كانوا حفاظا لكتاب الله عز وجل ، اليوم أكثر أئمتنا محوشين ولا مؤاخذة تحويش ، لأنه صارت الإمامة وظيفة كأي وظيفة من وظائف الدولة ، المفروض في الإمام أن يحفظ قسماً كبيراً إذا ما قلنا يحفظ القرآن كله من أوله إلى آخره ، فأن يحفظ قسماً كبيراً من كلام الله عز وجل حتى يؤم الناس وما يملوا قراءته ، لأن الإنسان طبيعته الملل ، ولو كان يسمع كلام الله ، فهو يمل لكن لما ينوع الإمام كل كم يوم يسمع آية جديدة ؟ خاصة فيما إذا وضع ذهنه فيما يتلوا الإمام فتصبح الفائدة مزدوجة ، فالأمر الأول إذا هو لأن السلف الصالح ، ما كانوا يؤمون الناس والمصاحف في أيديهم . والسبب الثاني : فهم ضمناً أننا إذا فتحنا باب تجويز إمامة الأئمة للناس من المصحف صرفنا الأئمة عن العناية بحفظ القرآن علماً بأن القرآن حفظه ليس بالأمر السهل ، وقد أشار الرسول عليه السلام إلى هذا الأمر ، بقوله : ( اقرءوا هذا القرآن وتغنوا به ، فوالذي نفس محمد بيده إنه أشد تفلتاً من صدور الرجال من الإبل من عقلها ) ، أنتم معشر العرب تعرفون هذا الكلام يلي يقوله الرسول عليه السلام أشد تفلتاً من الإبل من عقلها ، هكذا القرآن يتفلت من صدر الحافظ إلا ما دام عليه قائما بالحفظ ، الناس اليوم يطلبون الراحة وأنت لما بتقول للناس اقرءوا من المصحف أرحتهم ، وليس هذا من مقاصد الشريعة ، المقاصد هي أنك تحضهم على العناية بالقرآن كما قال عليه السلام : ( اقرءوا هذا القرآن ) مفهوم ( وتغنوا به ) ما معناه ؟ فسره العلماء على وجهين : الوجه الأول : تغنوا به أي استغوا به على أن تطلبوا به أجر الدنيا دون الآخرة ، كما يفعل بعض القراء اليوم مع الأسف ، حيث يُدعون بمناسبة وفيات ومآتم يدعى القارئ المشهور أو المقرئ المشهور فيتفق معه على أجر مسمى من أجل أن يقرأ على روح الميت مثلاً سورة يس ، وعلى قدر طول القراءة يكون طول الأجر ، لأنه صارت تجارة ، هذا الذي أشار الرسول عليه السلام إلى الانصراف عنه لقوله : ( وتعنوا به ) أي استغنوا بتلاوة القرآن عن تحصيل أجر الدنيا ، المعنى الثاني : معقول ووجيه جداً ( تغنوا به ) يعني كما قال عليه السلام في الحديث الآخر : ( حسنوا أو زينوا القرآن بأصواتكم ) ، ( زينوا القرآن بأصواتكم ) ، وأصرح منه قوله عليه السلام : ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) ، وحديث آخر : ( لله أشد أذناً لنبي يقرأ القرآن يتغنى به يجهر به )، أي أن الله عز وجل أشد ما يكون استماعاً لصوت ليس هناك شيء أكثر من صوت نبي يقرأ القرآن يتغنى به ، يرفع صوته به ، فالتغني بالقرآن أمر مرغوب فيه جداً، لكن ليس المقصود بهذا التغني بالمعنى الثاني هو أن نقرأ القرآن على التقاسيم الموسيقية ، وعلى القوانين الغربية ، هذا ينبغي أن نرفع القرآن عن مثل ذلك ، لأنه كلام الله عز وجل ، وإنما ينبغي أن يقرأ القرآن كما قال عليه الصلاة والسلام : ( خيركم ) أو كما قال عليه السلام ، ( قراءة من إذا رؤي يقرأ القرآن رؤي أنه يخشى الله ) ، هذا خير الناس قراءة، من إذا سمعه يقرأ القرآن ، تظن فيه أنه يخشى الله ، أما هذا التطريب ، هذا الصعود وهذا النزول وذاك التنغيم الذي يتبع بعض القراء ، يا الله ، زادك الله كذا ، اللهم صل على النبي ، من الصياح والزعاق ، هذا ليس من الأدب في تلاوة القرآن الكريم أبداً ، وإنما واجب المستمعين الإصغاء لما يتلى عليه من كتاب الله والتدبر فيه ، أما هذا الصياح و الزعاق يصرفهم عن الإصغاء لما يُتلى عليهم من كلام الله تبارك وتعالى ، الشاهد ...

Category

Show more

Comments - 161